التاريخ : 2018-04-14
كاس اسيا للسيدات .. اخفاق شامل !!!
صالح الراشد
محزن ومثير للحنق والغضب ما حصل في بطولة كاس اسيا للسيدات التي استضفناها في العاصمة عمان, بعد ان تعرض منتخبنا الى ثلاث خسارات ثقيلة وكان أول من غادر البطولة, وللحق لا انتقد لاعبات المنتخب فقد قدمن كل ما يقدرن عليه في ظل قدراتهن التي لا تصل الى مستوى لاعبات شرق القارة , لكن ما قام به اتحاد الكرة من تدمير الموسم الكروي ومن انفاق غير مبرر للمال هو الذي يحتاج الى التوقف عنده طويلا, فلو تم انفاق هذه المبالغ الضخمة والتي تزيد عن المليون ونصف المليون دولار على أنديتنا وحكامنا لقطعنا بكرتنا شوطا طويلا صوب الأمام, لذا فان ما حصل يعتبر كارثة ادارية فنية, فنحن نعرف مستوى منتخبنا ومستوى بقية المنتخبات الأخرى, لكن من أطلق تصريحات الحلم هو من يتحمل المسؤولية.
الأمر لا يتوقف عند الخسارة في ثلاث مباريات وأسبابها فقط والتي تتحملها الادارة الفنية في الاتحاد وهي التي لا يتحدث عنها أحد بايجابية الا العاملون فيها, اضافة الى أنه لا يوجد لدينا دوري نسوي قادر على الارتقاء بمستوى اللاعبات وبالتالي سيظل المستوى متدنيا مهما حاولنا ومهما استقدمنا من مدربين, ولنا تجربة واضحة للجميع, فدوري المناصير الذي تراجع مستواه الفني بشكل كارثي صاحبه تراجع في المستوى الفني للمنتخب الوطني, ورغم ذلك لم نجد في اتحاد الكرة من يصرخ باننا يجب ان نحافظ على قوة وسلامة الدوري حتى نحافظ على مستوى المنتخب.
كوارث استضافة البطولة لا تقتصر فقط على نتائج المنتخب, بل وصلت الى جميع ما حول البطولة, وعلى سبيل المثال وليس الحصر 'لأن الحصر سيكون في جردة حساب بعد البطولة', فأول حدث قبل البطولة كان الملتقى الاعلامي الهزيل جدا والذي اقيم بمشاركة '7' اعلاميات من اسيا والاردن في ظل وجود '3' محاضرين و'4' متحدثين وعريفة حفل, وهذا يعني ان عدد المتحدثين فاق عدد المشاركين, وهذه الورشة لو تم متابعتها بالشكل المطلوب لدخلت كتاب جنيس من أوسع ابوابه, كما ان البطولة أقيمت في السر فلا يعرف عنها الا عدد قليل من سكان عمان وربما يعود السبب الى طريقة انتقال حافلة اللاعبات الى الملاعب وفتح الطريق أمامها وازعاج السائقين لتسهيل حركتها مما يثير الانتباه, بل أن البعض كان يعتقد ان الوفد الذي في الحافلة هم سائحين من الكيان الصهيوني, أما خارج العاصمة فلا يعرف أحد ان لدينا بطولة في الاردن الا ندره, والسبب في ذلك سوء التسويق والترويج الاعلامي حيث تم الاعتماد في الأمرين على المجهود الذاتي وليس العلمي التكاملي, فارتد الفشل التسويقي والاعلامي على مستوى الحضور الجماهيري.
للحق لم نكن بحاجة الى استضافة البطولة ولسنا بحاجة الى توقف دوري المحترفين لاسابيع عديدة, ولم نكن بحاجة الى المزيد من الاخفاق التنظيمي بعد كاس العالم للشابات, فنحن بحاجة الى الاهتمام ببطولاتنا ومنحها الأولوية مثل بقية دول العالم التي تقدس جدول مبارياتها, لأنها تدرك أن الانتظام في البطولات هو طريق التطور, فيما نحن نسير بطريق مجهولة المعالم لذا نتوقع المزيد من الاخفاق لكرتنا التي تحولت من لاعب اساسي في اسياسي الى لاعب بديل أو خارج الكشوفات.
عدد المشاهدات : [ 7506 ]